سورة محمد - تفسير تفسير ابن جزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (محمد)


        


{إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ (12)}
{وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأنعام} عبارة عن كثرة أكلهم، وعن غفلتهم عن النظر كالبهائم.


{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (13)}
{مِّن قَرْيَتِكَ التي أَخْرَجَتْكَ} يعني مكة. وخروجه صلى الله عليه وسلم من وقت الهجرة، ونسب الإخراج إلى القرية. والمراد بأهلها، لأنهم آذوه حتى خرج {أَهْلَكْنَاهُمْ} الضمير للقرى المتقدمة المذكورة في قوله: {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ} وجمعه حملاً على المعنى والمراد أهلكنا: أهلها.


{أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (14) مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (15)}
{أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ} أي على حجة ويعني به النبي صلى الله عليه وسلم، كما يعني قريشاً بقوله: {كَمَن زُيِّنَ لَهُ سواء عَمَلِهِ} واللفظ أعم من ذلك.
{مَّثَلُ الجنة} ذكر في [الرعد: 35] {غَيْرِ آسِنٍ} أي غير متغير {كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النار} تقديره: أمثلُ أهل الجنة المذكورة كمن هو خالد في النار؟ فحذف هذا على التقدير والمراد به النفي، وإنما حذف لدلالة التقدير المتقدم وهو قوله: {أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ}.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8